قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقران

التعريف بالكتاب :

الكتاب عبارة عن قصة في 452 صفحة تلتحم أحداثها في حوار بين الفلسفة والعقيدة وهو قصة طالب يسمى ( حيران ) طرأ عليه الشك فطرد من جامعته في بيشاور فأرشده أبوه إلى اللحاق بشيخه الموزون الذي يقيم قرب سمرقند في بلدة ( خرتنك ) التي فيها مقام الإمام البخاري، فلحق بالشيخ ولقيه وشكا إليه ما يجد . فقال له: يابني الفلسفة بحر ليس ككل البحور، على شواطئه الغرق وفي أعماقه الأمان. وهناك بدأت رحلة الإيمان مع حيران بن الأضعف حين تتلمذ على يده حيث راح الشيخ الموزون يفيض عليه بالمعرفة حيث تتصل حلقات الإيمان في سلسلة متكاملة ينتفي معها الشك ويقوى الإيمان . والقصة جميلة وغنية كتبت بأسلوب أدبي راق . لا غنى لمكتبة الأسرة عنها.

 

ترجمة صاحب الكتاب – الشيخ نديم الجسر- :

ولد الشيخ نديم الجسر في طرابلس الفيحاء (لبنان) عام 1897 وتوفي فيها عام 1980، لأسرة متدينة، متعلمة، كان أبوه عالماً مؤسساً للمدرسة الوطنية، ومحرراً في جريدة طرابلس، وأخوه كان نائباً عن المدينة، وهو الذي كفله بعد وفاة والده، وأرسله الى حمص لمتابعة تحصيله، قبل أن ينتقل إلى بيروت لدراسة الحقوق.
استدعي نديم الجسر إلى الخدمة العسكرية الإجبارية، فالتحق بالجيش العثماني عام 1916، وخدم في الحجاز والسويس حيث وقع أسيراً بيد القوات الانجليزية التي سجنته في القاهرة ولم يخرج إلا بعد وساطة من الشريف حسين. عاد إلى طرابلس وعمل كاتباً في سراي المدينة، عام 1922 عينه المفوض السامي كاتباً في المحكمة، ثم رقي إلى رئيس قلم، إلى أن عين قاضياً ثم مدعياً عاماً ثم قائما لقضاء عكار عام 1931.
وبعد وفاة أخيه الشيخ محمد الذي ترشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية، استقال الشيخ نديم وتعمم جرياً على التقليد العائلي وحفاظاً على مركز العائلة الديني وتمسكها بدورها القيادي في المدينة. انصرف الى التدريس في جامع طينال والتحرير في جريدة طرابلس والعمل الخيري. ثم ترشح للانتخابات منافساً لعبد الحميد كرامي، وفشل، إلا ان العلاقة عادت وتوطدت بينه وبين رشيد كرامي فدخلا معاً مجلس النواب اللبناني فائزين عن المدينة عام 1957.
وعلى اثر وفاة مفتي طرابلس الشيخ كاظم ميقاتي، انتخب الشيخ نديم مفتياً للمدينة بإجماع العلماء والجمعيات الدينية والهيئات الفاعلة.
كان الشيخ نديم شجاعاً في قول الحق، يأخذ بيد الأجيال الصاعدة نحو الخير والقيم السامية، ويرشدها الى فهم الظواهر والحقائق العلمية. كان يخاطب الشباب الحائرين ويحاورهم، مدركاً حقيقة مشاعرهم، ليوصلهم الى رسوخ أعمق في الإيمان والعلم.
وكان الشيخ يقول: «إن كل إيمان لا يُبنى على العقل لا يُعد كاملاً وكل نص قرآني يحدث تصوره في الظاهر تناقضاً عقلياً في الذهن يجب تأويله حتى يرتفع التناقض»، ويتابع: «ليس في الإسلام إيمان قلبي روحاني يكتفي بالتخيل أو الإلهام أو التلقين أو التقليد بدون أن يعتمد على أدلة العقل اذا نضج العقل وبدأ التفكير. أما الإيمان الذي يسمونه إيمان العجائز، فإنه ليس بالإيمان الكامل».
ويؤكد الشيخ نديم الجسر على أهمية العلم والسعي إلى المعرفة ومناداة الإسلام بذلك، وحضه عليه ورفعه من شأن العلماء، ويحدثنا عن التاريخ الإسلامي وأهميته في تغيير مجرى الحياة في شبه الجزيرة العربية. ويروح في رده على صادق جلال العظم الذي قال بأن العلم الذي نادى به الاسلام هو العلم الشرعي فقط، فيكتب مقالاً في جريدة النهار يقول فيه: «الحث عام يشمل علم الدين والطب وكل علم ينفع الناس، وليس أدل على ذلك من الآية التي يخلع فيها القرآن وصف الخشية الكاملة على علماء الطبيعة ويكاد يحصرها بهم بقوله: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرج به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء) ويتابع: «هل العلماء هنا هم علماء الشريعة والفقه، أم علماء الطبيعة العالمون بأسرار النواميس في الحياة والنبات والمطر؟..».
وخاض الشيخ في الفلسفة وسبر أغوارها، فدرسها منذ أقدم العصور حتى عصرنا الحالي، وحرص في ذلك على مناقشة كبار الفلاسفة في نظرياتهم وآرائهم ويكتب: «إن الفلسفة محاولة العقل إدراك كنه المبادئ الأولى: كنه المادة وأصلها وعلة وجودها، ومعنى الزمان والمكان، وكنه العقل وحقيقته»، ويخلص بأن «الفلسفة كانت وما زالت في وجودها، عبارة عن البحث عن الله.
وكانت للشيخ نديم الجسر جولات في الفكر الوطني والسياسي، كتب كثيراً وخطب مرات في دور الاستعمار، واستبداد الحكم التركي، وفي العروبة وقضية فلسطين. كما فصل في كتبه الاجتماعية والقومية في دور المرأة، وفي حريتها، وفي إصلاح المجتمع في آفاته. إلى منظومات عديدة في الوجدانيات والوطنيات والحكمة، والرثاء.
لقد كان الشيخ المفتي العلامة نديم الجسر، متقد الفكر، منفتحاً، وذا نفس ثائرة، مؤمنا بالله مدبر الكون، مسلماً له، داعياً الى عبادته بالعقل والقلب، وقد ترك للمكتبة العربية آثاراً مهمة للدارسين والمؤمنين.
وضع الشيخ نديم الجسر مؤلفات متنوعة ما زال المخطوط منها كثيراً: حديث ليلة (مخطوطة كتبها عام 1926)، وهي قصة تصف تعسف الجنود الأتراك وظلمهم للرعية إبان الحرب العالمية الأولى. شرح قانون الجزاء ـ الموجز في الفلسفة ـ فلسفة الحرية في الإسلام ـ أرجوزة في علم المواريث ـ الإسلام في العالم المعاصر ـ القرآن والسنة في التربية الإسلامية ـ شبابنا المثقف أمام الإيمان والتدين ـ ركائز التفكير الإسلامي ـ قانون السببية عند الغزالي ـ الفية الجسر في علم أصول الفقه. العربية ـ قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والقرآن .

صفحات: 1 2 3 4 5

مقالات ذات صله