
الأستاذ الصغير بن ذيب
الحمد لله الذي جعل العلم دالاّ عليه والعمل الصّالح مقرّبا إليه ,وأفضل الصّلاة و أتمّ التّسليم على من بعثه الله معلّما ورحمة للعالمين ّ. أمّا بعد :
فإنّ النّجاح الحقيقي لرسالة التّعليم يتوقف على معلّم كفء , بأتمّ ما يعنيه هذا المفهوم , تتجلّى فيه صفات الشّخصية المتوازنة , القادرة على البذل والعطاء والتّجديد والابتكار والإحسان بمفهومه الواسع, مستعدّ لمواجهة مشاكل التّلاميذ مدرك ومتفهّم لحقيقة الصّعوبات والتّحديات التي تواجههم , عارف بأسباب ضعفهم , وفي الوقت نفسه قادر على إرشادهم وتوجيههم وتيسير سبل التّعلّم لهم .
ولعلّ هذه السّمات أحوج ما يكون إليها أستاذ العلوم الإسلاميّة الذي جعل التّعليم رسالة بأوسع وأجمل ما تحمله هذه الكلمة من معان , محاولا ترسيخ المعرفة الإسلاميّة في نفوس التّلاميذ من خلال ربط عالم الشّهادة بعالم الغيب و العلم بالعمل .
ولهذا السّبب وغيره تمّ العمل على إنشاء موقع لمادّة العلوم الإسلاميّة على مستوى التّعليم الثّانوي , فاتحين الباب من خلاله لكلّ عقل مفكّر ولسان معبّر و قلم مسطّر باب الإبداع والتميّز , من خلال المقالات والدّراسات الهادفة التي تخدم رسالة التّعليم بكلام حسن موزون , يكون معناه في ظاهر لفظه , مغشوّا بنور الحكمة على قدر تقوى قائله ونيّة صاحبه .
ونظرا للتّغيّر الواضح في السّنوات الأخيرة والذي جعل من المتعلّم نقطة البداية والنّهاية في العمليّة التّعليمية التّعلّميّة , لن نستطيع أن ننفي بأيّ حال من الأحوال كون المعلّم هو رأس الأمر بالنّسبة للنّشاط التّعليمي . هذا المعلّم الذي يوفّر ويسهّل سبل الوصول إلى المعرفة العلميّة , والمساهمة باستمرار في تطوير ممارساته ومهاراته المهنية إضافة إلى الحفاظ على دافعيته في إطار سياج من العمل الدّؤوب والبحث المتواصل .
إنّ غاية الأمر من إنشاء هذا الموقع هو الارتقاء بمستوى المعلّم أوّلا والمتعلّم ثانيا, خصوصا في مادّة العلوم الإسلاميّة من خلال الانطلاق بها من المفهوم الثّقافي المتعارف عليه إلى المستوى الأكاديمي , ومن العموميات إلى التخصّص الذي يصل إلى عمق العملية الحقيقيّة المتعلّقة برسالة التّعليم عن طريق ممارسة جمركة فكرية مدروسة للمناهج والمحتويات المدرسيّة , إضافة إلى عرض الحقائق الإسلامية عرضا صحيحا يؤهّل أصحابها ويرشّحهم للحياة . كل ذلك تحت سلطان العلم لا سلطان الخرافة الذي سيطر على عقول النّاس ولايزال , لولا أنّ الله سبحانه وتعالى يبعث لهذه الأمّة من يجدّد لها فهمها للدّين بين الفينة والأخرى .
أ . الصّغير بن ذيب
المشرف العام على موقع أساتذة مادّة العلوم الإسلاميّة لأساتذة التّعليم الثّانوي