علم التجويد كمدخل وقائى وعلاجى لإضطرابات النطق والكلام (التخاطب)

وقد أشارت سحر الكحكي (1997) في دراستها إلى أن الطفل المتلعثم غالباً ما يحدث تلعثمه إذا نطق مقاطع مضغوطة وأوصت بأن يتعلم كيف يتم ذلك حتى يستطيع أن يتحاشاه وذلك للأسباب الآتية :

أن المقطع المضغوط أقل طلاقة من المقطع غير المضغوط
أن المقطع المضغوط يستهلك وقتاً طويلاً قبل وبعد نطقه مما يتعارض مع الطلاقة اللفظية .

(سحر الكحكي 1997 ، 28)
 

 

(10) طرق علاج التلعثم :

عرض بعض طرق علاج التلعثم كالتالي :

أولا :- البرامج الإرشادية في علاج التلعثم      Counseling Program

تمضي خطة علاج التلعثم في اتجاهين أولهما الإرشاد للمتلعثم وأسرته، والاتجاه الثاني هو برنامج العلاج الذي يقوم على أساس إبدال السلوك اللفظي التخاطبى المضطرب بسلوك لفظي تخاطبي أخر صحيح،حيث يعتبر الإرشاد طوراً هاماً من أطوار العلاج الشامل في آي برنامج علاجي يوضع لعلاج التلعثم.

(هبه سليط ، 1995، 32)

ويهدف الإرشاد إلى إرساء قاعدة يبدأ منها عملية إبدال السلوك اللفظي التخاطبي المضطرب ، من خلال تكوين فكرة عن طبيعة المشكلة التخاطبية وطرق علاجها ، وتعديل الاتجاه نحو الطفل المتلعثم في سبيل محاولة مساعدته وإتاحة جو للتنفيس الانفعالي له، وتوفير الدعم النفسي والمعنوي له، علاوة على إلقاء الضوء على الاضطرابات الأخرى المصاحبة للتلعثم والمساعدة في إيجاد حلول لها.

هذا وتمر عملية الإرشاد من وجهه نظر كوبر  Cooper لمن يعانون من التلعثم بأربع مراحل:

مرحلة التوجيه وشرح الأهداف وأبعادها .
مرحلة تكوين العلاقة بين المعالج والمتلعثم .
مرحلة التعديل والتخطيط .
مرحلة التطبيق وتوجيه نصائح نحو استخدام وسائل علاجية معينة .

(Cooper, 1979, 201)

كما أشار ستاركوينزر Starkwenather  (1987) إلى أن إرشاد أسرة الطفل المتلعثم تقوم على إعطاء خبرات من شأنها أن تساعد الأهل على التغيير من أجل الوصول إلى هدفين هما:
تغيير البيئة المحيطة بالطفل من أجل تحسين أسلوب نطقه .
مساعدة الأسرة على تفهم الطفل بصورة أفضل .

Starkwenather, 1987,46)              )

وتتفق معظم البرامج الحديثة في علاج التلعثم مع ما أشار إليه ستاركوينزر (1987) ويتضح ذلك في برنامج كمبرداون Camperdown (1999)، وبرنامج ليدكومب Lidcombe (2002) .

كما أوضح جريجورى Gregory (1997) أهمية تفهم مشاعر ومفاهيم الطفل المتلعثم وأسرته قبل أن يبدأ المعالج في إعطاء النصائح والتوجيهات وذلك لأن كل طفل متلعثم له مشاعره وتجاربه الخاصة والتي تختلف من طفل متلعثم لأخر.

(Gregory, 1997,.328)

كما أشار ديل Dell (1979) إلى أن المعالج يجب أن يدرك أن أسرة الطفل المتلعثم لم يلجئوا إليه لمجرد تقديم المعلومات أو أخذ الإرشادات فقط بل أيضا ليتعرفوا على كيفية مساعدة الطفل في المنزل.

Dell, 1979,24) )

كما يجب أن يعمل المعالج على إشراك الوالدين في عملية علاج طفلهم المتلعثم وهذا ما أكدت عليه دراسة جوتوالد Gottwald (2003) بضرورة مشاركة الأسرة في عملية الإرشاد والعلاج لطفلهم ليستفيدوا من الإرشادات ويساعدوا الطفل في تنفيذ ما يطلب منه التدريب عليه في المنزل من تدريبات تخاطبيه أو سلوكيات لفظية.

(Gottwald, 2003,.41)

ويجب على المعالج أن يزود الأسرة بمعلومات كافية عن التلعثم وعن كيفية حدوث عملية النطق ويتعرف على المواقف التي يزيد فيها التلعثم لدى الطفل حيث أن تحديد هذه المواقف بدقة يساعد في علاج التلعثم .

 

حيث يعتقد فان ريبر  (1973) أن هناك أياماً يقل فيها التلعثم بصورة واضحة بعكس أيام أخرى تزداد فيها درجة التلعثم ، لهذا ينصح بإرشاد الوالدين بالتعامل بحرص مع الطفل، ففي أيام ازدياد درجة التلعثم يجب عليهم تقليل موضوعات الحديث مع الطفل ومحاولة إطالة فترات السكون لديه في حين أنه يجب عليهم إدماجه في الحديث في الأيام الأخرى.

(Van Riper, 1973, .345)

 

كما أوضح بيترز وجويتر Peters & Guiter (1991) أن على المعالج تشجيع الوالدين على إدماج طفلهم في مواطن الحديث بقدر الإمكان وذلك في الأيام التي يتكلم فيها بصورة أقرب إلى الطبيعي لكي يعتاد الطفل على الحديث بصورة أفضل في حين أن عليهم أن يجدوا بعض المهارات التي لا تتطلب الحديث وذلك في الأيام التي يزداد فيها التلعثم، كما يجب على المعالج الذي يقوم بعلاج التلعثم عند الطفل مراعاة النواحي التالية:
يتذكر أن الطفل لم يأتي للعلاج بنفسه ولكن والده جائوا به.
أنه يصعب على الطفل أن يتفهم طبيعة العلاج، أو أن يتحمل مسئوليته كما يجب ألاّ يتوقع أن الطفل سوف يطبق قواعد العلاج خارج جلسة العلاج.
أن كثيراً من الأطفال يرفضون مواجهة مشكلة تلعثمهم ولا يريدون حتى أن يغيروا منها أو يحسنوها نظراً لان هذه المشكلة أرهقتهم وجعلتهم غير سعداء بحيث أنهم لا يريدون حتى التحدث عنها.

(Peters & Guitur, 1991, 163)

 

ويشير الباحث هنا إلى أهمية أن يقيم المعالج جسراً من الألفة بينه وبين الطفل المتلعثم يتمثل في إقامة علاقة حميمة وقوية من أجل ضمان نجاح العلاج ،حيث أن جلسات التدريب العلاجية بدون هذه العلاقة ستكون لا معنى لها وذلك لإحساس الطفل بأنه يجلس مضطراً مع شخص غريب وهو المعالج مما يشعره بالوحدة ، وعلى المعالج تفهم هذا الشعور لدى الطفل ومساعدته على التغلب عليه من خلال بث الطمأنينة والثقة في نفس الطفل وأشعاره بالألفة.
 

دور الأسرة في برنامج الإرشاد الخاص بالأطفال المتلعثمين:

أن يمتنع الأباء عن انتقاد أطفالهم عند حدوث التلعثم ،بجانب امتناعهم أيضا عن تصحيح كلام الطفل أو مساعدته عند حدوث العثرات الكلامية ، كما يجب ألاّ يعيروا آي أهمية لمشكلة تلعثم طفلهم حتى لا ينتقل هذا الإحساس للطفل  فيعتبر الطفل نفسه متلعثما و تظهر عليه ردود فعل التفادي.
يجب على الوالدين عدم مطالبة الأبناء بالكمال، وعدم أحاطتهم بالقيود الزائدة والمبالغ فيها لان ذلك يمكن أن يؤدى أيضا إلى ظهور ردود فعل التفادي.

3- يجب مراعاة المواقف التي يحدث فيها التلعثم عند الأطفال والتي يجد الطفل أثناءها صعوبة في الكلام ، كذلك مراعاة المواقف التي يتحدث فيها الطفل بطلاقة لمساعدته على الاستمرار في الكلام حتى يشعر أنه يستطيع الكلام بطلاقة دون تلعثم ، وإذا حدثت له بعض العثرات أثناء ذلك يتم تحويل الكلام إلى تنغيم أوالى الكلام الإيقاعي.

(نوران العسال ، 1990 ،92)
الاستماع الجيد: يجب على الأهل أن يصغوا جيداً عندما يبدأ طفلهم في الحديث مع إعطاء الاهتمام لما يقوله الطفل وليس للطريقة التي يتكلم بها ، كما يجب الاحتفاظ بنظرة العين المعتادة تجاه الطفل أثناء حديثه.( Ahlam,1993,58)

 

حيث أوضح كونتيرى Conture  (1989) أنه إذا بدأ الطفل المتلعثم حديثه بينما من حوله يمارسون أعمالاً تتطلب منهم التركيز مثل قيادة السيارة فهنا يجب عليهم أن يشرحوا للطفل انهم لا ينظرون إليه بسبب انشغالهم في شئ يتطلب منهم التركيز إلا أنهم يستمعون جيداً إلى ما يقوله.                                                                  (Conture, 1989,.22)

5- إبطاء سرعة الكلام : إن أمهات الأطفال الذين يعانون من التلعثم يتكلمون مع أطفالهم بطريقة أسرع من أمهات الأطفال غير المتلعثمين ، ومن هنا يجب إرشاد هؤلاء الأمهات إلى إبطاء كلامهن مع أطفالهن وذلك لإعطاء القدوة لهم عن كيفية الكلام الصحيح وأيضا من أجل إعطاء أطفالهن الفرصة لتفهم ما يقال ، مما يساعد هؤلاء الأطفال المتلعثمين على ترتيب أفكارهم بصورة منظمة.

(Kelly & Conture, 1992,1265)

6- عدم مقاطعة حديث الطفل : وجد مايرز وفريمان Meyers & Freeman  (1985)

أنه كلما زادت مقاطعة الأبوين للطفل المتلعثم أثناء الحديث ازدادت شدة تلعثم الطفل .

(Meyers & Freeman, 1985, 201)

كما لاحظ كيلى وكونتيرى  (1992) أن هناك علاقة وطيدة بين درجة التلعثم وبين مرات المقاطعة من الأهل ، وبناء على هذا يجب إرشاد الأهل ألا يقاطعوا الطفل أثناء الحديث.

(Kelly & Conture, 1992,.1252)

7 – إعطاء الوقت : أوضح كورلي Curlee (1989) أنه إذا انتظر آباء الأطفال المتلعثمين برهة قبل الرد على أبنائهم فان الطفل يصبح هادئاً غير متعجل وأقل تلعثماً لهذا فعلي الأباء الانتظار لكي ينهي طفلهم حديثه بهدوء قبل الرد عليه.

(Curlee, 1989,.11)
8 – ملاحظة الطفل: يجب علي الأبوين من خلال المساعدة المقدمة من المعالجين ملاحظة الطفل وذلك من أجل تحديد الأوقات التي تتغير فيها درجة التلعثم سواء بالزيادة أو بالنقصان، كذلك ملاحظة بعض العوامل اللغوية التي قد تزيد التلعثم، فكلما كانت مادة الحديث غريبة أو صعبة الفهم علي الطفل كان هذا عاملا من عوامل زيادة التلعثم، كما أن بعض العوامل البيئية قد يكون لها تأثير سلبي علي طلاقة الكلام مثل التنافس أثناء الحديث، التعب ،أو وجود مستمعين غرباء عن الطفل.

(هبة سليط ، 1995 ،38 )

حيث وجد كونتيري Conture (1989) أن عدم الطلاقة يزداد بصورة طردية مع طول ودرجة التعقيد في مادة الحديث، لهذا يجب علي الوالدين أن يبادروا بمساعدة طفلهم خاصة بعد أن يتعرفوا علي المواضع التي تزيد التلعثم وشرح ما يصعب علي الطفل فهمه، كما أوضح كونتيري أنه إذا كانت المشكلة في وجود بعض العوامل اللغوية فيجب علي الأهل تحسين تلك العوامل اللغوية بصورة أفضل، أما إذا كانت عدم الطلاقة تزداد بسبب التوتر أو الانفعال، فيجب علي الوالدين تقليل ذلك من خلال تهدئة الطفل باللعب معه مستخدمين صوتاً هادئاً بطيئاً أثناء الحديث.

(Conture, 1989, 12-23)

9- التشجيع والعقاب: يجب علي المعالج أن يتبين بدقة ردود أفعال الأهل تجاه طفلهم الذي يعاني من التلعثم، هل يشجعونه أم يعاقبونه لتلعثمه ، كما يجب علي المعالج أن يكون حذراً في معالجة ذلك حتى لا تزداد المشكلة، لهذا يجب إرشاد الأهل إلى التركيز فقط فيما يقوله الطفل وليس إلي الطريقة التي يتكلم بها وذلك بدلا من إعطائهم توجيهات لتغيير ردود أفعالهم وينصحهم ألا يشجعوا الطفل أو يعاقبوه علي تلعثمه بل عليهم أن يكونوا حيادين قدر المستطاع.

10- اشتراك الوالدين والمعلم مع المعالج في وصف اقتراحات للأدوار المتبادلة التي يقومون بها بغرض المساعدة في عملية العلاج،وجعل الطفل يتحدث عن مشكلة تلعثمه.

(Gottwald, 2003,44)

أوضح ويليامز Williams ( 1989) أن جعل الطفل يتحدث عن مشكلة التلعثم أمر ليس بالسهل ،إلا أنه يمكن للوالدين أن يناقشوا تلك المشكلة بصورة مبسطة علي طريقة “ارتكاب الأخطاء”، فمثلاً إذا كان الطفل يكرر الأصوات أو الكلمات أثناء حديثه فينبغي علي الأهل أن يوضحوا له أن الجميع يخطئ في بداية تعلمه للكلام أو في تعلمه للعدد أو لعب الكرة ” مع ملاحظة إعطاء أمثلة مبسطة ” وعليهم أن يبينوا أنه قد يكون أقل من زملائه في تعلمه الكلام إلا أنه بالقطع أفضل من كثيرين في تعلمه لأشياء أخري، أما إذا كان الطفل يكرر الأصوات والكلمات بالإضافة إلى وجود حركات مصاحبة فهنا يجب علي الأهل أن يفسروا المشكلة لطفلهم باستخدام مثال ” قيادة الدراجات “: إنه إذا كان الطفل يحاول قيادة دراجته للمرة الأولي فيكون هناك خوف داخله خشية الوقوع من علي الدراجة، وهذا يجعله في حالة عصبية من شأنها أن تزيد من مرات وقوعه، وهذا المثال ينطبق تماماً علي كلام الطفل فهو يخاف أن يخطئ أو يتلعثم وهذا سيؤدي به إلى أن يزداد في تلعثمه، لذلك يجب علي الأبوين أن يوجهوا الطفل إلى تجنب أي محاولة لإخفاء تلعثمه بل عليه أن يتلعثم كما يريد فقط بدون أن يكون هناك أي نوع من أنواع الشد العصبي ، كما يجب علي الأبوين أيضاً شرح مشكلة التلعثم بوضوح لأشقاء الطفل وذلك منعاً للسخرية والتي من شأنها أن تزيد المشكلة سوءاً، كما يجب عليهم توضيح بعض النقاط لأطفالهم وهي ألا يقاطع أحدهم الآخر وألا يتكلم أحدهم بالنيابة عن الآخرين، وان  يعبر كل فرد عما يريد بطريقته.

(Williams, 1989, 38)

 

دور المعلم في برنامج الإرشاد الخاص بالأطفال المتلعثمين:

إن التعاون بين الأسرة والمعلم والمعالج من خلال اشتراكهم في عملية العلاج يقدم الكثير من العون في تقدم علاج الطفل المتلعثم.

(Gottwald , 2003, 41)

كما يجب أن يكون هناك دور لمن يقوم بتقديم خدمة فعالة للأطفال الذين يتلعثمون داخل المدرسة في برنامج الإرشاد الخاص بالأطفال المتلعثمين والذي يكون موظف بالمدرسة أو استشاري خارجي له خبرة في علاج اضطرابات النطق.

(Finn, 2003,157)

ويقترح ويليامز (1989) أن المعلم يمكن أن يساعد الطفل من خلال التالي:

تحديد مقابلة بين الوالدين والمدرس والمعالج تتم خلالها مناقشة مشكلة الطفل بصورة واضحة مع محاولة وضع برنامج متبادل فيما بينهم.
أن يعامل المدرس الطفل المتلعثم بنفس الطريقة التي يعامل بها الأطفال الآخرين والذين لا يعانون من التلعثم.
وضع أسس يتم من خلالها تحديد طريقة المناقشة داخل الفصل وذلك بالتنبيه علي جميع التلاميذ بعدم مقاطعة بعضهم بعضاً وألا يكمل أحدهم حديث الآخر.
إعطاء الطفل المتلعثم الوقت الكافي قبل أن يبدأ الرد علي الأسئلة.
يشرح للطفل كيفية إلقاء الدروس ، والتدريب عليها بالمنزل وكذلك يجب علي المعلم أن يساعده علي التحدث أمام زملائه ويشجعه.

(Williams, 1989, 33)

 

ثانياً:-فنية التظليل   Shadowing:
وصف هذا الأسلوب العلاجي  سايرز  Sayers  (1956) وهو يعتمد على ملاحظه أن الطفل المتلعثم يميل إلى الكلام بطلاقة عندما يقوم بتقليد  أسلوب معروف لكلام شخص آخر .

(صفاء غازي ، 1991 ، 69)

 

تعتمد هذه الطريقة على اقتفاء ومحاكاة وتقليد الطفل المتلعثم لكلام المعالج ، فيكرر ما يقوله المعالج بحيث يكون كلام الطفل متزامناً مع كلام المعالج في نطق كل كلمة.

وتتم عملية التظليل بأن يقوم المعالج بالقراءة من كتاب بصوت عالي و بسرعة عادية للنطق، ثم يتبعه نطق الطفل المتلعثم في الحال ، مرددا ما قاله المعالج بصوت مرتفع أيضا وهذه الطريقة تسمى بفنية التظليل ، وذلك لان الطفل المتلعثم يكاد يكون في ظل المعالج من خلال ترديده السريع لما يقوله المعالج على أن تكون مادة القراءة مناسبة لمستوى تعليم الطفل المتلعثم، وان تتم القراءة بمعدل سرعة مناسب لكل من الطفل المتلعثم والمعالج، وإذا فقد الطفل المتلعثم أي كلمة أثناء الترديد فيستمر ويتابع الكلام دون توقف أو انقطاع.

 

وأوضح فان رايبر  (1973) أن طريقة علاج التلعثم بالتظليل قد يفيد مؤقتاً ولكن لا يمكن استخدامها خارج حجرة العلاج ، وبالتالي لا يمكن أن يكون لها أثر فعال يعم المواقف الكلامية المختلفة، مما لا يجعل هذه الطريقة ذات أثر علاجي إيجابي مستمر.

van Riper,1973,75)              )

وفى ضوء نتائج دراسة محمد نزيه (1976) ودراسة سهير أمين (1995) يتضح فاعلية أسلوب التظليل في خفض التلعثم على اعتبار أن العيوب المسئولة عن التلعثم هي عيوب إدراكية وأن أسلوب التظليل يعمل على كف التغذية المرتدة السمعية وبالتالي إعاقة فعل الرقابة الذاتية للمتلجلج الذي يؤدى إلى خفض درجة التلعثم .

 

ثالثا :- فنية الإطالة   Prolongation

جعل الطفل في حالة من الاسترخاء البدنى والعقلي ، ثم يبدأ في قراءة قطعة بشكل بطئ جدا وذلك مع الإطالة أثناء نطق كل مقطع يقرأه الطفل المتلعثم مثل كلمة تليفزيون تنطق كالتالي ……( تـــلـيـــفزيـــون )

تعتمد هذه الطريقة على تدريب الطفل المتلعثم على إطالة نطق الصوت ، والفونيم، والكلمة ، وينبغي أن يستمر تطويل المقاطع حتى تنتهي الجملة بدون توقف خلالها ، كما يجب أن يمارس التطويل حتى أثناء التحدث مع الآخرين في مواقف الكلام المختلفة، وقد أسفرت نتائج تحليل الحالات الخاضعة للعلاج بطريقة التطويل عن وجود نتائج علاجية جيدة.

( سهير أمين ،1995، 77)

رابعا :- فنية الكلام الإيقاعي

يتم من خلال جهاز المترونوم ويقوم المتلعثم بتقسيم الكلمة إلى مقاطعها وينطق كل مقطع مع دقة من دقات الجهاز مما يؤدى إلى اختفاء العثرات أثناء الكلام بهذا الإيقاع والإطار اللحني المصطنع ، وقد استخدم اندروز وهاريس Andrews & Harris  (1964) هذا الجهاز على 35 من المتلعثمين البالغين والأطفال ولاحظا تحسن وطلاقة واضحة وسريعة على كلامهم  لكن مؤقتة حيث كان هذا التحسن نتيجة لتشتيت فكر المتلعثم عن مشكلته ، ثم لا يلبث التلعثم أن يعاود الظهور بعدها مرة أخرى .

(نوران العسال،1990، 69) (هدى عبد الواحد، 1998،65)

خامسا :-  طريقة عدم التفادي لفان رايبر

تعد طريقة فان ريبر  (1973) من أكثر الطرق شيوعاً لعلاج التلعثم وقد قسم فان رايبر طريقته إلى 6 خطوات هي كالتالي :

الدافعية  Motivation
التعرف Identification
التحصين التدريجى    Desensitization
التغيير  Variation
التقريب  Approximation
الاستقرار Stabilization
1 – الدافعية:
الهدف من هذه الخطوة هو زيادة دافعيه المتلعثم في الشفاء من  خلال مساعدته على  التخلص من الإحباط والخوف الذي لازمه خلال فترة الإصابة بالتلعثم، و يمكن تحقيق ذلك بعدة طرق منها أن يتقابل المتلعثم مع متلعثم أخر قد تم شفاؤه، أو من خلال سماعه لشريط تسجيل، أو مشاهدة شريط فيديو لتوضيح مدى تحسنه  بعد إتمامه لطريقة العلاج، وهذه الخطوة لا تتم في بدء العلاج فقط ولكن يجب التوضيح وإزالة المعلومات الخاطئة عن التلعثم،  مع إيضاح هدف العلاج ، ودور المعالج ، ودور المتلعثم ، ومدة العلاج وضرورة التحلي بالصبر والمثابرة.

2- التعرف:

الهدف من هذه الخطوة هو أن يتعرف المتلعثم على الكلمة التي يخاف من نطقها، وأن يتعرف على المواقف التي يتلعثم فيها بكثرة ، ومتى وكيف تظهر الحركات المصاحبة ، ومتي وكيف يتفادى الكلام مع الآخرين ، وتعتبر هذه الخطوة من الخطوات الرئيسية في العلاج حتى يمكن تغيير هذا السلوك وفى بادئ الأمر يطلب من المتلعثم أن يتعرف على الكلام الطلق له ليعلم أن نسبة كلامه الطلق أكثر بكثير مما كان يتوقع أو يتصور، وبعد ذلك يطلب منه أن يحدد التلعثم البسيط الذي يحدث في كلامه ، وبذلك يجد المتلعثم أن مشكلة تلعثمه الحقيقة تشكل جزءاً ضئيلاً من كلامه ، ثم يطلب منه وصف الطرق المختلفة التي يلجأ لها لتفادى الكلام بهدف تحديدها ليتعرف عليها.

3-التحصين التدريجى:

الهدف من هذه المرحلة هو أن نجعل المتلعثم يواجه مشكلته وأن يقلل من قلقه و خوفه من الانفعالات النفسية الأخرى المصاحبة للتلعثم ، وهذا يتحقق من خلال عدم تعزيز سلوك التلعثم ومنع ردود الفعل القديمة التي كانت تظهر للمتلعثم بعد حدوث التلعثم ، ثم إحداث رد فعل أو تشريط معاكس تجاه المنبه وتكرار هذا الفعل بتكرار المنبه حتى يحدث تكيف لهذا المنبه، وفى هذه المرحلة يقوم المعالج بوضع برنامج علاجي متدرج حتى يستطيع المتلعثم بعد تنفيذه أن يتغلب على الخوف الذي يصاحب بعض المواقف والتي يزداد فيها تلعثمه، كما يقوم المعالج بتوضيح أن الخوف مطلوب لكل شخص لكن بنسبة غير مبالغ فيها.

صفحات: 1 2 3 4 5 6 7

مقالات ذات صله